منتدى كلستان



Join the forum, it's quick and easy

منتدى كلستان

منتدى كلستان

Would you like to react to this message? Create an account in a few clicks or log in to continue.
منتدى كلستان

منتدى كوردي شبابي ثقافي يهتم بكل جديد عن قامشلو


    رسالة إلى كرزة الفجر وأنثى الشيطان

    alasmr
    alasmr
    عضو
    عضو


    عدد المساهمات : 125
    نقاط : 52201
    تاريخ التسجيل : 2010-02-27
    الموقع : سورية

    رسالة إلى كرزة الفجر وأنثى الشيطان Empty رسالة إلى كرزة الفجر وأنثى الشيطان

    Mesaj by alasmr Mon Mar 01, 2010 4:31 am

    الماءُ الذي يحتبسُ لكِ في خيالهِ كلاماً قرمزياً عاقاً عقيقاً، أورقَ في حنايا ظلِّكِ حشوداً من الجراحِ السائرةِ نحوي، فلا تكترثي بالريحِ الداعرةِ التي تحرثني مجزرةً.. مجزرة.
    النارُ الرءومُ المحدَّقةُ بي من ثنايا صمتكِ، أثمرتني_ على مقربةٍ من أخيلةِ الجنِّ الواثبةِ من صوتي الكهرماني_عناقيدَ توقٍ لأنثى أخرى تشبهكِ، فلا تكترثي بالدم الطائفِ بي جحيمَ العشقِ حكايةً.. حكاية.
    الترابُ الأنثويُّ الضَّالُ الذي يطالني طعنةً.. طعنة، محاولاً ردمي بحيرةً.. بحيرة، يوحي بأنهُ تائبٌ، فهل ستشفعينَ له، أم إنكِ لن تكترثي..؟!.
    لا تتركيني رهينَ الريح، وحبيس المطر.
    تكلَّمي...
    كي يفكَّ البرقُ رهنَ غيمه الولود_تخمينات الضوء ويقينه_ من أسرِ صوتكِ الأثيريّ الصاعق بي، مذ اختلفَ الترابُ والماءُ على منشأ عطرك.
    * * *
    يا كرزة الفجر...
    وحقِّ الشفقِ الذي توشِّحينهُ بترياقِ الكلامِ المراقِ في أرحامِ المعاني العنود، المشكومةِ بآهاتِ ارتجاجات العاج والمرمرِ اللدنِ وتكوراتهما، في رقصةِ الطينِ الأزل، لا تسأليني من هي...!!؟.
    فآخرُ حريقٍ من اسمها، نون. وأولُ جنَّةٍ منهُ، جيم. ثاني سماءٍ فيهِ، ياء، ورابعُ صليبٍ عليهِ، ألِف. وثالثُ طعنةٍ منه، هاء.
    * * *
    أعلمُ أنَّ الشيطانَ يتردَّدُ على دمكِ زائراً، ما أن أنهي من حرثهِ بالأقاويلِ والترَّهاتِ الخرافيةِ، مؤرِّخاً شجوني عليه، مطلقاً أيائلي، حمائمي، قصائدي، فخاخي، مكائدي، سنونواتي، غرباني، هزائمي، خرائبي، حرائقي، أنيني، قهقهاتي، دخان تبغي، شغبي، عبثي الطفولي الرجولي، أكواخي، قطعاني، مدني، حروبي، أوطاني، ألغازي، فضائحي، نكباتي، انتصاراتي، نَكَدي، هَزَلي، تضرعاتي، بكائي، صلواتي، نحيبي، صهيلي، عربدتي، تسكُّعي، خيباتي، هذياني، احتضاراتي...، فيه.
    أعلمُ بأنَّ الليلَ يتلصصُّ عليكِ حين تكتبين لي، فيتقمَّصني مجزرةً...مجزرة.
    أعلمُ بأنَّ السماءُ تحاولُ الانقضاضَ عليَّ، حين أنوي المضيَّ إليكِ سحابةً...سحابة.
    أعلمُ بأنَّ قطعانَ الوعول، الثيران، الخيول، النمور، الذئاب، الكلاب...، تختلسُ السمعَ لهسهسة جراحي، وتوشِكُ غزوي، كلَّما لوَّحتُ بدمي لدمكِ.
    وتعلمينَ بأنَّ شبيهتكِ، ألقت بي للريح، وتركتني برسمِ المطر، فلِمن ستلقينَ بيَّ، لمن ستتركينني..؟!.
    الموتُ صديقي. لكن، الموتى أعدائي.
    للموتِ بلاغةُ النرجسِ في استحواذِ النفائسِ من الخلق، ولهُ نكهةَ تفَّاحتيكِ المائيتين اللتينِ تضجَّانِ بالخرافاتِ وحمَّى الزبيبِ ووقوده.
    للموتِ نكهةٌ هيفاء، هيافةُ جسدكِ الزجاجي المترعِ بخمرةِ القمح.
    ما للموتِ صديقٌ إلاَّيا، فاستحمِّي بالطمي، واغتسلي بأقوالِ القمرِ العتيقِ الهاربِ من دمي، ارتدي دخَّان تبغي واحتراقي...وتعالي، فمذ قتلتني توأمتكِ، صار للحبِّ نكهة الموت.
    * * *
    ماذا كنتِ تظنين...ماذا..؟.
    أنْ لا استفيقَ من موتي مُكلَّلاً بكِ، وبأجراس الجراح...؟!.
    أنْ لا تسوقني خلجانُكِ الحارقةُ إلى رمادي المذريَّ لآهاتكِ...؟!.
    أنْ لا أشربَ امرأةً أخرى بعدها وبعدكِ...؟!.
    أنْ لا أفضي لنوائبَ أخرى قبلها وقبلكِ...؟!.
    أنْ أبقى محترقاً في في صوتها وصمتكِ...؟!.
    أنْ لا تجرفني عيناها لكِ...؟!.
    ماذا كنتِ تظنين....مااااااذا...؟!.
    إنْ اشتهيتني، فعليكِ بالثلج.
    إن ارتويتي منِّي، فعليكِ بالنار.
    إن نسيتني أو تناسيتني، فعليكِ لعنةُ الشِعرِ والتراب.
    كيف للحجرِ أن يتوقَّف عن الحُمَّى، كلما رفعه البنَّاؤون، وهو يرمقُ جسدكِ يترنَّحُ ويتلوَّى كأفعى من ماءٍ وضوء، قادماً من بعيد الكلام...؟!.
    أنوثتكِ، تستنطق الحجرَ وتلقِّنُهُ فنونَ العشقِ وفقهَ حرائقهِ.
    ماذا تركتِ للحجرِ المسكين سوى الحمَّى ومحاورة الليل...!؟.
    * * *
    لم يصلني شيء...!!؟.
    كلُّ ما وصلني منك..أربعةُ حرائقَ، نصفُ ربيع، عَشرُ حقائبَ ممتلئةَ بعشرةِ أوطان، ثلاثةُ مدنٍ مهجورة، محبرة، ألفُ صفحةٍ بيضاء، مقبرتان وشمعداناً ومبخرة، خمسةُ أسِرَّة، سبعةُ أسرابِ حجل، سربُ كراكي، نصفُ سربٍ من القطا، ربعُ سربٍ من اليعاسيب، زنزانتين منفردتين، ستةُ أحلام، وعشرونَ احتلاماً، عشاءٌ من الكمأ واللحم، وحساءُ العدسِ والحمُّصِ والقمحِ المجروشِ المطهي بعظامِ كبشٍ بثلاثة قرون، وأربعةُ أرغفة من خبز التنور. ووصلني منك، صورتان لي وأنا في الحمَّام الروماني بدمشق. وصلني أيضاً، صورة لكِ، تفكِّينَ فيها وثاق تضاريسَكِ الحائرةَ بأمرك لنيازكي. ومما وصلني أيضاً... كوبُ قهوة، وأبريقان من منقوعِ النعناع والبابونج واليانسون. ولم تصلني أية رسائل...!!. انظري، لمنْ كنتِ ترسلين...؟!!.
    * * *
    عشيةَ إرسالي لكِ ذلكَ الكلام الذي هزَّك من الجذور، فبدتِ ترشقينَ النارَ بالنار، تصقِّلينَ الماءَ بملامحي، تنضدينَ جسدَكِ بقهقهاتي الأثيرية، تَطلينَ دمكِ بأخيلةِ دمي، توشِّحينَ فجركِ بترياقي، تدلِّكينَ ظلالكِ بظلِّي، تعبرينني أغيةً .. أغنية، كنتِِ نائمةً في رحمِ نحلةٍ فرَّت من حافةِ كأسيَ الذي رمتهُ جارتكِ لجدار حزني، فاندلقتُ على أقماركِ متهِّشماً.
    غداةَ إرسالي لكِ الكلام الذي هزَّك من الأعماق والجذور، كانتْ بحارُكِ تناجي زورقي. فطفقتِ و"زيورخ" وليلها، ونواقيس كنائسها، غاباتها، شتاءها، تتخيلننَ ماذا تَكتُبْنَ لي...؟!.
    لكن، حتى اللحظة، لم يصلني شيء.
    لماذا لم تذكري: على ماذا طويتِ كلامكِ المُرسلَ لي، ردَّاً على كلامي الذي هزَّك من الأعماق...؟!!.
    * * *
    يبدو أنكِ نسيتِ بأنني رابعهم...؟!.
    انتظركِ ببابِ الانتفاضة، لتضميني معهم إلى حقولِ التفاح، فتعالي...
    ببابِ انتفاضةِ "قامشلو" أضعتُ اسمي، فتعالي نبحثُ عنه...
    ببابِ الانتفاضةِ، ثمةَ أقواسٌ من عصفِ الدمِ بالدم، وغناءِ الدم للدم، ومعراجِ الدمِ لعلياءِ الدم.
    أقواسٌ لعبورِ قطعانِ الأيائلِ الناريةِ بأرضِ الماء.
    ببابِ الانتفاضةِ، أقسمَ آذار بأنفاسِ الأطفالِ المدهوسين، ألاَّ يكونَ آذاراً، إن لم ينتقم لهم ولنوروزهِ المدهوسِ فيهم.
    ببابِ الانتفاضةِ، مدنٌ تقودُ الحرائقَ إلى مدنٍ تقودُها الحرائق.
    هذا دمي ببابِ الانتفاضةِ يقسمُ..:
    وبابِ الانتفاضةِ، ومحرابها... لأوصدنَّ النارَ بالنارِ على جمهرةِ الزبانيةِ، أولي عائم الرمل، مُريدي مدائح القتلِ، صنَّاعِ الفتنة، الذين ارتدَّوا عن شرعِ "أبا تراب".
    لأرفعنَّ أبراجَ الكلام النارِ حولَ أمَّةَ الكيدِ الأسود، أصداءَ الغيّ والبغيّ، ذابحي الزيتونِ بحجارةِ حقدهم، حتى يعوا أن الكردَ وآذارهم حقٌّ.
    لأنثرنَّ نتفَ الثلج، وريقاتِ الريحان، بختَ الماء، سكِّرَ الكروم، أناشيدَ الفراشات، أقاويلَ الخرز، ابتهالاتِ الرُّزِ، بهرجاتِ الزبرجدِ واليواقيتِ والفيروزِ فوق رؤوسِ المارَّة بباب الانتفاضة.
    * * *
    ألم أقل لكِ: .. وحقِّ الفجرِ الذي توشِّحينه بترياقِ الكلامِ المراقِ في أرحامِ المعاني العنود، المشكومةِ بآهاتِ ارتجاجات العاج والمرمرِ اللدنِ وتكوراتهما، في رقصةِ الطينِ الأزل، لا تسأليني من هي...!!؟.
    ما يدهشني أكثر، هو شيطنتكِ في امتهانِ استدراجي للكلام عنها...!!؟.
    هي "كوجرية" مثلكِ، تتقنُ قنصَ القلوبِ الطريَّة.
    تحترفُ تجييشَ العشَّاق من حولها.
    تستمتعُ في غرسِ الفتنِ والمكائدِ والفخاخِ بين عشَّاقها.
    تألبُّ الليلَ على الليل.
    تحرِّضُ المطرَ على المطر.
    تستدرجُ الوعولَ إلى كمائنِ فتنتها، من ثم تنحرهم في عُقر عشقهم.
    هي مثلكِ...
    تثيرُ حولها العشقَ والحرائق.
    ولأنَّ وعيها لا يطولُ وعيكِ، فهي أجملُ منكِ...نعم..نعم..أجملُ منك....
    اعترفي..بدتِ تغارين منها...؟؟.
    أنا أيضاً مثلها، أحبُّ التعرُّقَ في عطركِ...فتعرَّقي...
    تعرَّقي...
    تـ...
    ـعرَّقي...
    رَّقي...
    قي...
    ـي...أكثر، حتى نغرقَ في لهيبِ عطركِ الماجنِ،
    ولا نجدُ سوى هذا النصَّ جزيرةَ نأوي إليها.
    رائحتُكِ، حانةُ الشياطين.
    رائحتُكِ كرائحتُها تماماً...كلاهما واحةٌ لمساجلاتِ الجنِّ والملائكة.
    ربما رائحتكما تتناسخان...لكن، جسديكما، خصمانِ يتشاجرانِ على إغوائي...!!
    لا تحزني..لا تقلقي..كما قلت لكِ: هي أجملُ منك...
    لا تخجلي..قولي..بدتِ تغارين منها...؟؟؟!.
    * * *
    قطراتُ العرقِ التي تسيلُ على صدركِ، تملأ سرَّة هذا الشتاءِ المقبلِ علينا باشتهاءٍ شبقٍ نَهِم. وتسيلُ...تسيل، لتملأ سُررَ الكلامِ التي حزمتِها لغربتي التي أقاسمكِ إياها.
    تسيلُ...وتسيل، حافرةً دروباً لأرواحنا في أعماقِ اللحظةِ الضَّالة.
    تسيلُ...وتسيل، ونسيلُ معها جافرين جراحنا خلفنا.
    هل قطراتُ العرقِ التي التي كانت تسيلُ على صدركِ، أم كلام الآلهة..؟!.
    هل قطراتُ العرقِ التي كانت تسيلُ على صركِ، أم دموعُ البنفسج والحجل...؟!.
    هل قطراتُ العرقِ التي كانت تسيلُ على صدركِ أم...؟؟؟....
    * * *
    للمرةِ الألف، وأنتِ تلقينَ عليَّ هذا السؤال. وللمرةِ الثانية بعد الألفين، أبستم، أومئ بعينيَّ..لا...لا...لاااااااالا....
    أنا شقيقُ الخزامى وشقائق النعمان.
    البعض يقول: أنني ابنُ النرجسِ البار، وابنُ القرنفلِ العاق..؟. آخرونَ يقولون: أنني أشبهُ الأقحوان. أهل دمشقَ يقولون: أنتَ ياسميننا "الكرمانجي". أهل "آمدَ" يقولون: أنتَ من صلبِ بنفسجنا...أهل الحجازِ يقولون: أنني صبَّارٌ طاشَ صحرائهُ...صديقتي السويدية تقول: أنني توأمُ لوتساتها...؟...
    * * *
    لا داعي...أنا سابرهُ مذ كان الأزل طفلاً.
    فهل استدلِّت على الغور منِّي...؟!.
    * * *
    حينئذ، كان كلامنا غائماً. لا أدري لماذا...!!؟.
    كان منقارا حمامتيكِ المتَّقدان، ينقرانِ حبيباتِ الندى المتلألئةِ على الحشائشِ التي تغطي صدري.
    أصابعي المترعةِ بالكلام، كانت تستدرجُ طيورَ الخيالِ إلى أعشاشكِ.
    كانت تمطرُ شهداً في أعماقنا...
    تمطر...
    تمطر...
    تمطر...
    عيوننا تمطر، شفاهنا تمطر، أصابعناً تمطر، كلامنا، خيالنا، أحلامنا، أوهامنا، أسرارنا، قلبانا، أيدينا، شعرنا، ظلالنا، أرواحنا كانت تمطرنا لبعضنا، في بعضنا بغز...اااااا...رة.
    * * *
    لا... سأبقي هذا الصباح عندكِ، حارساً على بتالتك المغرورقة بالكلام.
    * * *
    لا تترقَّبيني أكثير، أخشى على الليلِ من سطوةِ عينيكِ الكوجريتين.
    لا تترقَّبيني ترقُّبَ القصائدَ لي، أخشى على أنهاركِ الضياعَ في حبري.
    لا تترقَّبي مجيئي ثانيةً، قد تركتُ لكِ الحوشَ وقميصي المعبَّأ برائحتي، لوثاتي، مغامراتي، عزفي، مشاجراتي، قصائدي التي لم أكملها، قوافلي، أنيني.
    مُذ ارتديتُكِ قميصاً، غارت منكِ كلُّ قمصاني، وما عادتْ تطيقني...!!.
    مُذ هشَّيتي ينابيعكِ نحوي، انبجست من بين أصابعي ثمانيةُ ينابيعٍ أحرقت يديَّ بالتوق لأنثى، غيرك.
    مُذ شرَّعتِ حقولكِ لي، وأطلقتِ أشجاركِ لتلاحقني، انخسفَ الخجلُ فيَّ.
    بِدتُ أزوركِ من حيثُ يدري المطر، ولا تدرين.
    صرتُ أتشمَّمُ الخرافاتِ التي مرَّت بي، علِّها تسعفني في الفكاكِ منها ومنكِ...!!.
    متهمةٌ بي، ومتهمٌ بكِ، فما عادَ للهروبِ جدوى...
    فيا أروعَ تهمةٍ كرمانجية...تعالي لالتهمَ طيفكِ، مع التهامِ النارِ لي.
    * * *
    بلا... سأترككِ للبكاء...
    فالبكاءُ، إعفاءٌ للروحِ من مثاقليه، غسيلٌ للروح، تطهيرٌ للنفس من رجسها، تخصيبٌ للوعي، تهذيبٌ للذات، ارتدادٌ للباطن، انغماسٌ في الحزن، إبرامٌ للهُدَنِ مع الجراح.
    البكاء، الملاذُ الأخيرُ للعقل...
    بقيَ أن أذكِّركِ بأنَّكِ كتبتِ لي مرةً وقلت: بأنكِ القمح...
    هل تدركينَ خطورةَ أن تكوني القمح...؟!.
    أن تكوني القمح، إغواءٌ للماء، واستنطاقٌ لهُ بلكنةِ الكرمانج الكوجر...
    أن تكوني القمح، إذعانٌ لمشيئةِ الغيمِ الولودِ في أن يكونَ البرقُ ناكحَ التراب، أثناءَ غيابِ سمائي عنكِ...
    أن تكوني القمح، تأليبٌ للريحِ الناسكةِ على الريحِ الماجنة.
    أن تكوني القمح، تدوينٌ لوصايا الدمِ الاثني عشر التي أملاها دمي على دمِ الحجل...
    أن تكوني القمح، إيذانٌ لطيوري أن تنقركِ من جيدكِ حتى أخمصيكِ، دون أن تتركَ لطيورِ الماءِ مَوضِعاً، إلا عينيك...

    هل تعينَ خطورةَ أن لا تكوني القمح...؟؟.
    أن لا تكوني القمح، استدراجٌ لبيادقِ الطينِ لنثرِ حطامِ كلامها على مروجِكِ.
    أن لا تكوني القمح، شكمٌ لبراعةِ الإلهِ الذي أتحفكِ، ورصَّعكِ بمصوغات التينِ والزبيب وفتوح الجمرِ والثلج وآلاءه.
    أن لا تكوني القمح، عسفٌ بحقِّ كبرياءِ تمُّوزَ، لم يتوقعهُ جنونُ حزيرانَ من لهيبك.
    أن لا تكوني القمح، استدراجٌ لجداولِ الفضةِ المقدَّسةِ لكمائنِ الليلِ الكليلِ التي يخبِّئها صخبُكِ لمحاربٍ آخر غيري...
    فما عليكِ إلا أن تختاري ما بين أن تكوني القمح، وأن لا تكوني...؟!!.
    أما أنا...
    قد اخترتكِ
    ليلاً من عبق الشاي بالقرفةِ والزنجبيل...
    خمراً من وجع الصلصال...
    نافذةً من لهبٍ ولِذَّة...
    وواحةً لشبق الطير والورد...
    فما رأيك...؟..

    أتمنى أن تحتفظي بما أرسلهُ لكِ، فغالباً ما أتلفُ ما أرسله لأصدقائي.

    إلى ليلٍ آخر... أستميحُكِ عذراً بالذهاب، عائداً لأرقي ومشاهداتي وقراءاتي الجحيمية....
    تصبحينَ على شِعر... تمسينَ على جمر...

      Wext û Saet niha: Sun May 19, 2024 5:40 am