الفيتامينات وتناولها عشوائيا

تناول الفيتامينات بشكل عشوائي ومبالغ فيه يؤدي الى اخطار كثيرة قد تكون قاتلة.. هذا ما صححه امين عام الجمعية الصيدلية الكويتية الدكتور مساعد العطية عن معلومة شائعة بين الناس مفادها ان كثرة تناول الفيتامينات يضمن صحة جيدة للانسان ويبعده عن الامراض .

واكد العطية في تصريح لوكالة (كونا) ان تناول الفيتامينات بشكل عشوائي ومبالغ فيه يؤدي الى اخطار كثيرة قد تكون قاتلة في بعض الاحيان مضيفا ان زيادة الجرعة من الفيتامينات هو امر ضار ايضا .
وقال العطية وهو مسؤول وحدة الصيدلة بمركز اسعد الحمد للامراض الجلدية ان الفيتامينات شانها شان اي مادة كيميائية اخرى لها منافعها واضرارها التي قد تكون خطيرة وقاتلة للانسان اذا ما تحذر في التعامل معها .
واضاف ان الاطباء يصفون هذه المركبات لتصحيح حالات نقصها والوقاية من ظهور اعراضها الصحية وعند حاجة الجسم اليها مثل حالتي الحمل والرضاعة لدى المراة فيما يجهل الكثيرون اضرار تناول مقادير كبيرة منها بسبب تدني وعيهم الصحي .
وتطرق الى ان حصول الانسان على كمية كبيرة من الفيتامينات الذائبة في الدهون مثل فيتامين (ا) و(د) و(ك) و(ي) يؤدي الى تجمعها في الانسجة وحدوث مشكلات صحية في الجسم .
وعرف الفيتامينات بانها مركبات كيماوية ذات طبيعة عضوية توجد بمقادير صغيرة جدا في الاغذية وهي ضرورية لنمو الانسان واداء خلايا جسمه لوظائفها الحيوية وتسهل استخدام الخلايا لعناصر انتاج الطاقة . واوضح انها تستعمل على شكل اقراص تؤخذ عن طريق الفم او محافظ جيلاتينية او شراب او محلول يحقن بالعضل او بالوريد عند شكوى المريض من سوء امتصاصها في امعائه .

واشار الى ان الافراط في تناول فيتامين (ا) وخاصة بجرعة 50 الف وحدة دولية وبشكل يومي يمكن ان يؤدي الى القيء والاصابات الجلدية وفقدان الشهية وتضخم الكبد والطحال .
وافاد ان الحد الاعلى المامون الذي يمكن تناوله من قبل البالغين يوميا من فيتامين (ا) هو 10 الاف وحدة مبينا انه يمكن الحصول على هذه الكمية من المنتجات الحيوانية والاسماك ومنتجات الحليب .

اما فيتامين (د) فذكر امين عام جميعة الصيدلة الكويتية انه يمكن ان يكون "مخادعا" لان اجسامنا تحتاج الى القليل منه وتزداد الحاجة كلما تقدم الشخص في السن مضيفا ان كثرة تناوله تسبب انطلاق الكالسيوم في العظام .
واوضح العطية ان هذا الفيتامين موجود في بعض المكملات الغذائية التي تحتوي على الكالسيوم كما تدعم عصائر البرتقال به الا ان تناول جرعات زائدة منه يصيب الانسان بتلف الاعصاب وفقدان حاسة اللمس في اليدين والقدمين وحدوث الام في البطن واسهال وفقدان الشهية وتكلس بالكلى .
كما سجلت بعض الحالات السرطانية لدى بعض الاطفال نتيجة الاستعمال المتزايد من فيتامين (ا) و(د) وحدوث تشوهات للجنين اذا ما تم تناوله لمدة طويلة وبجرعات زائدة من قبل السيدات الحوامل .

وانتقل العطية الى فيتامين (ب) قائلا ان تناول جرعات كبيرة من فيتامين (النياسين) وهو احد افراد مجموعة فيتامين (ب) المركب في صورة مستحضراته الصيدلانية كالمستعمل في علاج ارتفاع الدهون والكولسترول بالدم يؤدي الى حدوث "توسع في الاوعية الدموية للجسم وانخفاض في ضغط الدم وتورد لون الجلد وتهيج المعدة وارتفاع انزيمات الكبد وتركيز السكر بالدم الى جانب ظهور اعراض دام النقرس" .

واكد ان الاستخدام الزائد لفيتامين (ب6) والذي يسمى (البيرودوكسين) يقود الى الشكوى من الاعتلال العصبي الحسي المحيطي في جسم المريض .

واشار الى مضار الافراط من تناول فيتامين (سي) يعرض الانسان لاخطر الاصابة بحصى الكلى والتهابات المفاصل والاسهال الحاد والغازات في البطن وربما التسمم الغذائي.

وتطرق الى فيتامين (اي) الذي يركز عليه الناس لمنع حدوث مرض الزهايمر والقلب وتلف العين والسرطان وغيرها مضيفا ان الحد الاقصى لتناول هذا الفيتامين يصل الى الف وحدة .
واستعرض مساويء تناول فيتامين (اي) وهو اقل الفيتامينات الذائبة في الدهون سمية للجسم قائلا انها تشمل شعورا بالغثيان ونفخة في البطن والاسهال والى زيادة حاجة الجسم الى فيتامين (ك) عند استعمال الادوية المضادة لتجلط الدم عن طريق الفم .
وبين ان الخبراء ينصحون بقراءة التعليمات الموجودة على المواد الغذائية كي يتمكنوا من تجنب الافراط في تناول الفيتامينات بما يزيد عن الحدود القصوى الامنة .
ودعا العطية في ختام تصريحه الى تناول الفيتامينات بشكل معتدل وحسب حاجة الجسم لها وعدم الانسياق وراء الاعلانات التجارية والتي تروج للفيتامينات المصنعة دوائيا بشكل غير مدروس .