القصائد ....
الطبعة السادسة عشر
١٩٩٢ م
هذه المختارات
أحلى قصائدي !
هل هذا ممكن ؟ وهل يستطيع شاعر على وجه الأرض أن يقرر بمثل
هذه السهولة والرعونة ، ما هي أحلى قصائده .
وإذا آانت القصائد التي اخترتها هي أحلى القصائد من وجهة نظري ،
فهل هي آذلك بالنسبة للآخرين ؟
إن ذوق الشاعر ، على أهميته ، يبقى ذوقه الخاص ، وارتباطه الشخصي
ببعض قصائده ، والظروف التاريخية والنفسية والإنسانية التي آتب تحت
تأثيرها هذه القصائد ، تلعب دوراً رئيسياً في لعبة الاختيار .
إن ورائي ثلاثين عاماً من التجارب الشعرية ، وأمامي عشرون آتاباً هي
تذآرة ميلادي ، وجواز سفري ، وعمري آله .
فكيف أستطيع أن ألتقط من هذا البحر ، ثلاثين صدفة أقول عنها إنها
البحر ..
وآيف أسمح لنفسي أن ألتقط من الشمس ثلاثين شعاعاً وأدعي أنني
سرقت النار ؟..
إن آل عملية اختيار بحد ذاتها مرعبة . وعملية اختيار الشعر ممن آتبه
هي ذروة الرعب ..
وإذا آان لا يستحيل على الإنسان أن يختار أثوابه ، وعطوره وأثاث بيته
، ولون ستائره ، فمن المستحيل عليه أن يختار انفعالاته ..
الشعر هو أرض الانفعال .
هو وطن الأشياء المنقلبة دائماً على نفسها ، والأشكال الهاربة من شكلها
.
وعلى هذه الأرض الحبلى بالدهشة والمفاجآت ، لا ثبات لشيء ، ولا
يقين لشيء ..
فكيف يختار الشاعر حصانه بين ألوف المتسابقة على حدقتي عينيه ؟.
الاختيار آان دائماً يعذبني . والتمييز بين هذه القصيدة وتلك ، آان دائماً
وجعي الأآبر .
وبالرغم من طول صحبتي للشعر ، وسكناي معه وفيه ، فإنني آلما
دعيت إلى أمسية شعرية ، أقف أمام أوراقي خائفاً ومتردداً آالطفل عشية
الامتحان .
إن فكرة إصدار مختارات شعرية لي فكرة قديمة . ولكنني آنت دائماً
أؤجلها وأخشاها ، آما يخشى المتهم قرار المحكمة .
إلا أن مواجهتي اليومية للجمهور . ووقوفي أمامه فاعلاً ومنفعلاً وردود
الفعل المختلفة التي آانت تواجه بها قصائدي . أآسبتني بعض الخبرة في
معرفة القصائد – المفاتيح في شعري . وأعني بالقصائد – المفاتيح . تلك
القصائد التي ترآت ورائها أسئلة .. وحرائق .. وناراً .. ودخاناً .
واليوم . وقد قررت أن أدخل قاعة المحاآمة . أود أن أهمس في آذان
المحلفين . إن اختيار بضعة أشجار من غابة . لا يمثل حقيقة الغابة . وأن
قطف ثلاثين زهرة . ووضعها في آنية .. فيه ظلم آبير للبستان ..
نيسان ١٩٧١
إختاري
إني خيَّرتُكِ .. فاختاري
ما بينَ الموتِ على صدري ..
أو فوقَ دفاترِ أشعاري ..
إختاري الحبَّ .. أو اللاحبَّ
فجُبنٌ ألا تختاري ..
لا توجدُ منطقةٌ وسطى
ما بينَ الجنّةِ والنارِ ..
*
إرمي أوراقكِ آاملةً ..
وسأرضى عن أيِّ قرارِ ..
قولي . إنفعلي . إنفجري
لا تقفي مثلَ المسمارِ ..
لا يمكنُ أن أبقى أبداً
آالقشّةِ تحتَ الأمطارِ
إختاري قدراً بين اثنينِ
وما أعنفَها أقداري ..
*
مُرهقةٌ أنتِ .. وخائفةٌ
وطويلٌ جداً .. مشواري
غوصي في البحرِ .. أو ابتعدي
لا بحرٌ من غيرِ دوارِ ..
الحبُّ .. مواجهةٌ آبرى
إبحارٌ ضدَّ التيارِ
صَلبٌ .. وعذابٌ .. ودموعٌ
ورحيلٌ بينَ الأقمارِ ..
يقتُلني جبنُكِ .. يا امرأةً
تتسلى من خلفِ ستارِ ..
إني لا أؤمنُ في حبٍّ
لا يحملُ نزقَ الثوارِ ..
لا يكسرُ آلَّ الأسوارِ
لا يضربُ مثلَ الإعصارِ ..
آهٍ .. لو حبُّكِ يبلعُني
يقلعُني .. مثلَ الإعصارِ ..
*
إنّي خيرتك .. فاختاري
ما بينَ الموتِ على صدري
أو فوقَ دفاترِ أشعاري
لا توجدُ منطقةٌ وسطى
ما بينَ الجنّةِ والنّارِ ..
رسالة من تحت الماء
إن آنتَ صديقي .. ساعِدني
آَي أرحَلَ عَنك ..
أو آُنتَ حبيبي .. ساعِدني
آَي أُشفى منك
لو أنِّي أعرِفُ أنَّ الحُبَّ خطيرٌ جِدَّاً ..
ما أحببت
لو أنِّي أعرفُ أنَّ البَحرَ عميقٌ جِداً
ما أبحرت ..
لو أنِّي أعرفُ خاتمتي
ما آنتُ بَدأت ...
إشتقتُ إليكَ .. فعلِّمني
أن لا أشتاق
علِّمني ..
آيفَ أقُصُّ جذورَ هواكَ من الأعماق
علِّمني ..
آيف تموتُ الدمعةُ في الأحداق
علِّمني ..
آيفَ يموتُ القلبُ وتنتحرُ الأشواق
*
إن آنت نبياً .. خلصني
من هذا السحر ..
من هذا الكفر
حبك آالكفر .. فطهرني
من هذا الكفر ..
إن آنتَ قويَّاً .. أخرجني
من هذا اليَمّ ..
فأنا لا أعرفُ فنَّ العوم
الموجُ الأزرقُ في عينيك .. يُجرجِرُني نحوَ الأعمق
وأنا ما عندي تجربةٌ
في الحُبِّ .. ولا عندي زَورَق ..
إن آُنتُ أعزُّ عليكَ .. فَخُذ بيديّ
فأنا عاشِقَةٌ من رأسي .. حتَّى قَدَمَيّ
إني أتنفَّسُ تحتَ الماء ..
إنّي أغرق ..
أغرق ..
أغرق ..
نهر الأحزان
زانِ
الطبعة السادسة عشر
١٩٩٢ م
هذه المختارات
أحلى قصائدي !
هل هذا ممكن ؟ وهل يستطيع شاعر على وجه الأرض أن يقرر بمثل
هذه السهولة والرعونة ، ما هي أحلى قصائده .
وإذا آانت القصائد التي اخترتها هي أحلى القصائد من وجهة نظري ،
فهل هي آذلك بالنسبة للآخرين ؟
إن ذوق الشاعر ، على أهميته ، يبقى ذوقه الخاص ، وارتباطه الشخصي
ببعض قصائده ، والظروف التاريخية والنفسية والإنسانية التي آتب تحت
تأثيرها هذه القصائد ، تلعب دوراً رئيسياً في لعبة الاختيار .
إن ورائي ثلاثين عاماً من التجارب الشعرية ، وأمامي عشرون آتاباً هي
تذآرة ميلادي ، وجواز سفري ، وعمري آله .
فكيف أستطيع أن ألتقط من هذا البحر ، ثلاثين صدفة أقول عنها إنها
البحر ..
وآيف أسمح لنفسي أن ألتقط من الشمس ثلاثين شعاعاً وأدعي أنني
سرقت النار ؟..
إن آل عملية اختيار بحد ذاتها مرعبة . وعملية اختيار الشعر ممن آتبه
هي ذروة الرعب ..
وإذا آان لا يستحيل على الإنسان أن يختار أثوابه ، وعطوره وأثاث بيته
، ولون ستائره ، فمن المستحيل عليه أن يختار انفعالاته ..
الشعر هو أرض الانفعال .
هو وطن الأشياء المنقلبة دائماً على نفسها ، والأشكال الهاربة من شكلها
.
وعلى هذه الأرض الحبلى بالدهشة والمفاجآت ، لا ثبات لشيء ، ولا
يقين لشيء ..
فكيف يختار الشاعر حصانه بين ألوف المتسابقة على حدقتي عينيه ؟.
الاختيار آان دائماً يعذبني . والتمييز بين هذه القصيدة وتلك ، آان دائماً
وجعي الأآبر .
وبالرغم من طول صحبتي للشعر ، وسكناي معه وفيه ، فإنني آلما
دعيت إلى أمسية شعرية ، أقف أمام أوراقي خائفاً ومتردداً آالطفل عشية
الامتحان .
إن فكرة إصدار مختارات شعرية لي فكرة قديمة . ولكنني آنت دائماً
أؤجلها وأخشاها ، آما يخشى المتهم قرار المحكمة .
إلا أن مواجهتي اليومية للجمهور . ووقوفي أمامه فاعلاً ومنفعلاً وردود
الفعل المختلفة التي آانت تواجه بها قصائدي . أآسبتني بعض الخبرة في
معرفة القصائد – المفاتيح في شعري . وأعني بالقصائد – المفاتيح . تلك
القصائد التي ترآت ورائها أسئلة .. وحرائق .. وناراً .. ودخاناً .
واليوم . وقد قررت أن أدخل قاعة المحاآمة . أود أن أهمس في آذان
المحلفين . إن اختيار بضعة أشجار من غابة . لا يمثل حقيقة الغابة . وأن
قطف ثلاثين زهرة . ووضعها في آنية .. فيه ظلم آبير للبستان ..
نيسان ١٩٧١
إختاري
إني خيَّرتُكِ .. فاختاري
ما بينَ الموتِ على صدري ..
أو فوقَ دفاترِ أشعاري ..
إختاري الحبَّ .. أو اللاحبَّ
فجُبنٌ ألا تختاري ..
لا توجدُ منطقةٌ وسطى
ما بينَ الجنّةِ والنارِ ..
*
إرمي أوراقكِ آاملةً ..
وسأرضى عن أيِّ قرارِ ..
قولي . إنفعلي . إنفجري
لا تقفي مثلَ المسمارِ ..
لا يمكنُ أن أبقى أبداً
آالقشّةِ تحتَ الأمطارِ
إختاري قدراً بين اثنينِ
وما أعنفَها أقداري ..
*
مُرهقةٌ أنتِ .. وخائفةٌ
وطويلٌ جداً .. مشواري
غوصي في البحرِ .. أو ابتعدي
لا بحرٌ من غيرِ دوارِ ..
الحبُّ .. مواجهةٌ آبرى
إبحارٌ ضدَّ التيارِ
صَلبٌ .. وعذابٌ .. ودموعٌ
ورحيلٌ بينَ الأقمارِ ..
يقتُلني جبنُكِ .. يا امرأةً
تتسلى من خلفِ ستارِ ..
إني لا أؤمنُ في حبٍّ
لا يحملُ نزقَ الثوارِ ..
لا يكسرُ آلَّ الأسوارِ
لا يضربُ مثلَ الإعصارِ ..
آهٍ .. لو حبُّكِ يبلعُني
يقلعُني .. مثلَ الإعصارِ ..
*
إنّي خيرتك .. فاختاري
ما بينَ الموتِ على صدري
أو فوقَ دفاترِ أشعاري
لا توجدُ منطقةٌ وسطى
ما بينَ الجنّةِ والنّارِ ..
رسالة من تحت الماء
إن آنتَ صديقي .. ساعِدني
آَي أرحَلَ عَنك ..
أو آُنتَ حبيبي .. ساعِدني
آَي أُشفى منك
لو أنِّي أعرِفُ أنَّ الحُبَّ خطيرٌ جِدَّاً ..
ما أحببت
لو أنِّي أعرفُ أنَّ البَحرَ عميقٌ جِداً
ما أبحرت ..
لو أنِّي أعرفُ خاتمتي
ما آنتُ بَدأت ...
إشتقتُ إليكَ .. فعلِّمني
أن لا أشتاق
علِّمني ..
آيفَ أقُصُّ جذورَ هواكَ من الأعماق
علِّمني ..
آيف تموتُ الدمعةُ في الأحداق
علِّمني ..
آيفَ يموتُ القلبُ وتنتحرُ الأشواق
*
إن آنت نبياً .. خلصني
من هذا السحر ..
من هذا الكفر
حبك آالكفر .. فطهرني
من هذا الكفر ..
إن آنتَ قويَّاً .. أخرجني
من هذا اليَمّ ..
فأنا لا أعرفُ فنَّ العوم
الموجُ الأزرقُ في عينيك .. يُجرجِرُني نحوَ الأعمق
وأنا ما عندي تجربةٌ
في الحُبِّ .. ولا عندي زَورَق ..
إن آُنتُ أعزُّ عليكَ .. فَخُذ بيديّ
فأنا عاشِقَةٌ من رأسي .. حتَّى قَدَمَيّ
إني أتنفَّسُ تحتَ الماء ..
إنّي أغرق ..
أغرق ..
أغرق ..
نهر الأحزان
زانِ
Mon Mar 22, 2010 2:09 pm by shergo
» توما الجزيرة لهذه الأسباب خسرنا أمام تشرين ؟؟
Mon Mar 22, 2010 1:03 pm by RAWAN
» بهدف الحميدي الاتحاد قطف زيتون عفرين
Mon Mar 22, 2010 12:56 pm by RAWAN
» أجهزة الحاسوب Macbook المحمولة تتزين بالجلد
Mon Mar 22, 2010 12:54 pm by RAWAN
» أول تلفاز ثلاثي الأبعاد ينطلق في الأسواق البريطانية
Mon Mar 22, 2010 12:44 pm by RAWAN
» الفيسبوك في مواجهة جوجل
Mon Mar 22, 2010 12:38 pm by RAWAN
» هل يصلح الـ iPhone مودماً لجهاز الـ iPad؟.. لا يصلح!
Mon Mar 22, 2010 12:36 pm by RAWAN
» تطور تاريخي في صناعة الأقراص الصلبة
Mon Mar 22, 2010 12:31 pm by RAWAN
» حرب تتواصل بين متصفحات الويب
Mon Mar 22, 2010 12:29 pm by RAWAN