شيلان حمو هي شاعرة كردية سورية شابة تشق طريقها بهدوء، وأناة في عالم القصيدة، وهي تكتب الشعر باللغتين الكوردية والعربية، وقد ولدت ونشأت في مدينة القامشلي
التي تعتبرها حبها الأوحد، إذ ترى فيها وطنا صغيرا يتسع لهمومها، وأسئلتها، وهواجسها التي بدأت منذ أيام الطفولة حين اكتشفت في نفسها طاقة، وقدرة على التعبير فراحت
تكتب قصائد طفولية بريئة تلاقي استحسان صديقاتها، وزميلاتها في المدرسة اللواتي كن يستعنّ بها لكتابة موضوع الإنشاء نظرا لأسلوبها الجميل، وهي تقول "لم اكن أتذمر من
طلبهن للمساعدة، فنفس الموضوع كنت اكتبه بأكثر من صياغة وأسلوب".
ولعل مثل هذا الأمر كشف مبكرا عن موهبة امتلكتها الشاعرة التي فتحت عينيها على المعاناة، والألم، وأخبار الخيبات الكردية، والتناقضات الاجتماعية في محيطها في مدينة
القامشلي، فراحت تبحث عن سبيل لترجمة كل هذه المشاعر، والانفعالات فوجدته في الشعر الذي من خلاله باحت بما يعتمل في داخلها دون رقيب.
وتقول شيلان حمو ان المناهج الدراسية التي كانت تحوي قصائد لشعراء كبار قد أغنت خيالي، وميولي فكنت أقرأ لمحمود درويش، وسميح القاسم، ونزار قباني، وبدر شاكر
السياب، وسعدي يوسف، والجواهري وغيرهم ... كما قرأت باللغة الكوردية أشعار جكر خوين، وسيداي تيريج، وشيركو بيكه س، وشعراء الكورد الكلاسيكيين من أمثال
احمدي خاني، وملا جزيري، مستدركة "ان الشعر العربي الجاهلي والعباسي والأموي لم يكن يلامس هوى لدي، فأنا لا اعتبر المدح، والهجاء، والرثاء، والفخر ـ وهي
الأغراض التي قام عليها الشعر العربي القديم ـ شعرا، لأن الشعر ينبع من الداخل، وهو في الأساس حوار مع الذات في صورة حميمة اقرب إلى البوح والمكاشفة منه إلى
التغني بهذه الشخصية أو هجاء تلك".
بهذا الفهم تدخل شيلان حمو محراب الشعر عبر كتابة قصيدة اللقطة اليومية أو الومضة التي تأتي في تركيز وإيحاء قويين، وهي تعتبر الشعر حالة في منتهى الشفافية، والصدق
تنطوي على الصورة الجميلة، والعبارة الرشيقة، لكنها تشكو من عدم تمتع المتلقي، وخصوصا الكوردي، بالتذوق الجمالي المطلوب، وخاصة لدى قراءة الشعر، فالكورد، في
الدرجة الأولى، يعشقون الأغاني فتراهم يغنون في الحقول أثناء الحصاد، وفي الحروب، وفي النزهات، وفي الأعراس والمناسبات السعيدة، ومن النادر ان تجد كورديا لا يتمتع
بصوت جميل أو لا يعزف على آلة موسيقية لكن تلقيه للشعر يكون ضئيلا.
وتعيب شيلان حمو على الشعر الذي يتحول بوقا دعائيا لهذا الزعيم أو ذاك القائد أو ان يكون مغرقا في الالتزام بقضية سياسية ما، ذلك ان الشعر هو فن قبل ان يكون أي شيء
آخر، ولا ضير في ان نتغنى بتراثنا الكوردي، ونضالات الشعب الكوردي شريطة ان يأتي هذا الشعر صادقا، وألا يتحول هذا المنحى لدى الشاعر إلى قاعدة، "فأنا في قصائدي
أتغنى بكوردستان، كما كتبت قصائد عن نيلسون مانديلا، والشاعر الفرنسي رامبو مثلا بمعنى ان ثمة نزعة إنسانية توجه قلمي، لكنني، وفي نفس الوقت، قد اكتب قصيدة عن
الحب، عن وردة جميلة، عن طفلة بريئة، عن صباح مشرق، عن ربيع مفعم بالاخضرار ... وقد أوظّف في كل هذه القصائد جماليات كوردستان، وطبيعتها، وتضاريسها
المتنوعة، وأساطيرها الغنية، وثقافتها بصورة رمزية غير مباشرة ،فأنا لا أستطيع الانفصال عن الثقافة التي تربيت عليها، لكنني لا أستطيع، وبنفس المقدار، أن أحول الشعر إلى
منبر للخطابة".
وهي تضيف بان شيركو بيكه س هو من أهم الشعراء الكورد حيث قدم في قصيدته صورا شعرية مدهشة، وهو يمهد لقصيدته بمقدمات تقود في النهاية إلى تلك الومضة المبدعة
التي تحرك الوجدان والمشاعر الشفافة لدى المرء، وكذلك احب شعر سيداي تيريج لما يتمتع به من موسيقا وإيقاعات عذبة، ومن الكتاب الكرد الذين أجلهم هو سليم بركات الذي
يقدم بلغة ناصعة وبليغة ملامح وتفاصيل حياة الكورد، ويثير في النفس الحنين إلى حياة اجمل.
تقيم الشاعرة شيلان حمو في مدينة القامشلي، وهي تعمل معلمة في المدارس الابتدائية في المدينة، ولها ديوان قيد الطبع سيصدر قريبا باللغة العربية أسمته " بلا عنوان"
،كما تنشر قصائدها بين الحين والآخر في بعض مواقع الإنترنت الكوردية، وسبب غيابها عن النشر في الصحافة العربية يعود إلى بعدها عن العاصمة دمشق، كما ان النشر ـ كما
توضح ـ بحاجة إلى نوع من التملق، والديبلوماسية التي لا أتقنها، فهي تكتب قصيدتها وتمضي كي تزيد سعة الأرض بتعبير أدونيس الذي يقول " قل كلمة وامض، زد سعة
الأرض".
Mon Mar 22, 2010 2:09 pm by shergo
» توما الجزيرة لهذه الأسباب خسرنا أمام تشرين ؟؟
Mon Mar 22, 2010 1:03 pm by RAWAN
» بهدف الحميدي الاتحاد قطف زيتون عفرين
Mon Mar 22, 2010 12:56 pm by RAWAN
» أجهزة الحاسوب Macbook المحمولة تتزين بالجلد
Mon Mar 22, 2010 12:54 pm by RAWAN
» أول تلفاز ثلاثي الأبعاد ينطلق في الأسواق البريطانية
Mon Mar 22, 2010 12:44 pm by RAWAN
» الفيسبوك في مواجهة جوجل
Mon Mar 22, 2010 12:38 pm by RAWAN
» هل يصلح الـ iPhone مودماً لجهاز الـ iPad؟.. لا يصلح!
Mon Mar 22, 2010 12:36 pm by RAWAN
» تطور تاريخي في صناعة الأقراص الصلبة
Mon Mar 22, 2010 12:31 pm by RAWAN
» حرب تتواصل بين متصفحات الويب
Mon Mar 22, 2010 12:29 pm by RAWAN