كلمة تنتمي إلى الأصل الإنجليزي وفي عام 1846م أدرجها وليم توفر بين المصطلحات العلمية ولأول مرة احتضنها الباحثون في شتى الأنحاء فأصبحت كلمة الفلكلور مصطلحا يداوله وتتعامل به جميع اللغات العالمية وترجمتها الحرفية ( حكمة الشعوب ) أو ( معارف الناس ) وما ينبغي معرفته أنه الإبداع الشعبي الشفوي المتغلغل بين الجماهير الواسعة والعريضة فهو صدى الماضي البعيد وصوت الحاضر المدوي والفلكلور ، مضمونه الحياتي ، طبيعته الاجتماعية ، جوهره الفكري مميزاته القيمة ، مصادر التطورات والتغيرات التي طرأت عليه في شتى المراحل وكذا مدى علاقته بالآداب والفنون الأخرى ، وتكمن أهمية الفلكلور الفكرية والتربوية في الهام الشعب بالمثل العليا والتطلعات السامية مثل :
حب الوطن والتفاني في سبيل كرامته والوفاء له والطموح إلى السلم فالفلكلور يضع المدافعين عن الوطن في صورة عمالقة ويدعو الى تمجيدهم والافتخار بهم ويصور الطبيعة في إطار من الشاعرية الرقيقة تسر الناظرين وتدخل في القلوب البهجة والفرح كما أن هذا الإنتاج الشعبي يعبر عن الطموح في الحياة ويعكس آراء الشعب الجماعية ويزيح الستار عن كل جمال رائع خلاب في الطبيعة وفي الإنسان ويرتبط الإبداع الشعبي الشفوي ارتباطا وثيقا بأعمال البشر وللفلكلور صور واضحة وعميقة الجذور ويتمتع بقوة التعميم ولاسيما فيما يمت بالإنسان بصلة وكذا بالعمل ، وما نود توضيحه هنا هو الفلكلور الكردي :
أنه الإبداع الشعبي عند الأكراد يعكس تاريخ الشعب الكردي ونضاله الإنساني – عبر قرون طويلة – من أجل حريته ومن أجل حقه في تقرير مصيره وإذا نظرنا إلى جذور الفلكلور الممتد في الماضي البعيد لوجدنا أنه وثيق الصلة بمصير الشعب الكردي وواقعه وفي الفلكلور – من خلال شكله الفني – ينعكس الإدراك الفلسفي للشعب والظروف المحيطة به والتراث الشعبي هو ثروة الأكراد الوحيدة التي لم يتمكن الخصوم من النيل منها ، وهو الميراث الوحيد الذي لم يتمكنوا من سلبه رغم أن أولئك الخصوم استطاعوا تشتيت جمعهم على مساحات واسعة من الأرض لهذا لم يستطع الأكراد تطوير ثقافتهم القومية ولغتهم إلا انهم ظلوا روحيا وحدة متماسكة وساعدهم الفلكلور في الاحتفاظ بأصالتهم والتصدي لأعدائهم ذلك أنه من المستحيل القضاء على روح الشعب وأفكاره ومعتقداته و أماله وأحلامه التي يمثلها الفلكلور وعلى الرغم من الظروف التاريخية الصعبة التي مر بها هذا الشعب ألا انه قد مارس دورا هاما في التاريخ الثقافي للشرق الأوسط ، وأنه " فقد خيرة أبنائه من الشعراء والموسيقيين والقادة الذي ازدانت بأسمائهم تواريخ الشعوب .
ان لكل شعب من الشعوب و كل امة من الامم تراثاً حضارياً و اجتماعياً معيناً خاصاً به، فللشعب الكردي كبقية الشعوب ذخيرة فولكلورية بعضها مدروسة و الاكثر منها غير مدروسة ومن خلال تأريخه تجمعت و تألفت لديه خبرات و عادات و تقاليد و اتجاهات عمل و اساليب تفكير و التي تشكل الاصالة لهذا الشعب. و ان هذا لا يعني انه لم يتأثر ولم يتفاعل مع التقدم والمعاصرة و التحديث، لان العناصر الفولكلورية الاصيلة اخذت تتاثر بالموجودات او العناصر الحضارية وما طرأ عليها من تبديل و تغيير و اخذت معاني مختلفة على امتداد الزمن والتاريخ. كما انها استخدمت استخدامات مختلفة في السباق الحضاري العام للقوى و التركيبات الاجتماعية السائدة فالفولكلور موجود مع عنصر التجديد و التحديث.
ففي الاسر الريفية التي تتأصل فيها العناصر الفولكلورية تتواجد فيها المواقد النارية بجانب المدافئ النفطية او الغازية و تحرث الارض بالمحراث الخشبي الذي تجره الحيوانات بجانب مكائن الحرث – التراكتور – و المنجل بجانب الحاصدة و الحب بجانب الثلاجة كل هذا يدل على عدم زوال الفولكلور و العناصر الفولكلورية بل دخل عليها عنصر التحديث و التجديد.
فالشعب الكردي كما اشرنا له تراث فولكلوري كبير و متنوع، فالذي ساعد على تكوين هذا التراث الضخم و نموه و انتقاله من جيل الى جيل اخر هو الموقع الجغرافي الذي سلكه هذا الشعب من جبال وانهار و عيون دفاقة واراضٍ خضراء و بساتين جميلة و هواء منعش. ان هذا الموقع الجبلي المنعزل بطبيعته عن اسباب الحضارة و مقوماتها ساعد من جانبه على ان يحتفظ الشعب بفولكلوره الاصيل(1).
لقد اهتم الباحثون و المستشرقون الذين زاروا كردستان في سنوات الحرب العالمية الاولى و الثانية بالقضايا الفولكلورية للمجتمع الكردي و دونوا ما اتاحت لهم فرصة تدوينها. يقول –غوركي- (ان الفولكلور مادة خام كبيرة وهو مصدر ومعين لجميع الشعراء و الادباء و (الباحثين الفولكلوريين) و اذا فهمنا الماضي جيداً فسيكون نتاجنا الحالي رائعاً جداً و سنفهم آنذاك بدقة اهمية الفولكلور ويقول المستشرق "ابو فيان" عن الفولكلور الكردي" ان الروح الشاعرية تكمن في اعماق كل كردي و حتى عند الشيوخ الأميين، فانهم جميعاً يمتلكون القدرة والموهبة في الغناء، وهم يغنون ببساطة و هدوء، يغنون لوديانهم و جبالهم و شلالاتهم و انهرهم و دورهم واسلحتهم و افرستهم، وهم يغنون للشجاعة ولجمال بناتهم و نسائهم وكل ذلك يتدفق في اعماق مشاعرهم وانفسهم"(2) دون ان يبالغوا في ذلك، ويقول المستشرق –مينورسكي- "ان الغناء الكردي ورواية القصص الكردية قد اصبح عادة عامة عند الاثوريين الذين يعيشون في المناطق الجبلية في كردستان(3). ويقول –باسيل نيكتين-" ان الادب الكردي هو الفولكلور الكردي في الدرجة الاولى واننا لا نجد في ذلك الفولكلور بقايا وتراث الاجيال والاجداد في الماضي فحسب، بل ان ذلك الفولكلور يبرهن القدرة على الحياة التي تزيد يوما بعد يوم ذلك النتاج غني و تمنحه الطراوة والسعة وليس في النادر ان نجد عناصر نتاج الشعوب الجارة تصب وتغني في قالب كردي"(4).
ان هذا التراث الضخم الذي يمتلكه الشعب الكردي لم يدرس لحد الان دراسة ميدانية و علمية، ولم يتبع البحث والدراسات المكتوبة في هذا المجال المنهج العلمي الدقيق الذي يتطلب من الباحث الفولكلوري الميداني العلمي اساليب متعددة يستوجب اتباعه من اجل الوصول الى الجذور الاساسية لقضية الفولكلور، الا انهم اعتمدوا على معلوماتهم الشخصية و الاستفسار من بعض كبار السن دون اللجوء الى الاقامة في ميدان البحث. وفي جانب آخر ان معظم البحوث والدراسات التي اهتمت بالفولكلور الكردي ركزت على جانب واحد هو الادب والشعر واهمل الجوانب المادية الاخرى التي تشكل جزءاً مهما من تراثنا الشعبي و الحضاري الذي لا يمكن تركه او اهماله.
منقول
Mon Mar 22, 2010 2:09 pm by shergo
» توما الجزيرة لهذه الأسباب خسرنا أمام تشرين ؟؟
Mon Mar 22, 2010 1:03 pm by RAWAN
» بهدف الحميدي الاتحاد قطف زيتون عفرين
Mon Mar 22, 2010 12:56 pm by RAWAN
» أجهزة الحاسوب Macbook المحمولة تتزين بالجلد
Mon Mar 22, 2010 12:54 pm by RAWAN
» أول تلفاز ثلاثي الأبعاد ينطلق في الأسواق البريطانية
Mon Mar 22, 2010 12:44 pm by RAWAN
» الفيسبوك في مواجهة جوجل
Mon Mar 22, 2010 12:38 pm by RAWAN
» هل يصلح الـ iPhone مودماً لجهاز الـ iPad؟.. لا يصلح!
Mon Mar 22, 2010 12:36 pm by RAWAN
» تطور تاريخي في صناعة الأقراص الصلبة
Mon Mar 22, 2010 12:31 pm by RAWAN
» حرب تتواصل بين متصفحات الويب
Mon Mar 22, 2010 12:29 pm by RAWAN